الوعد الصادق أدارية
عدد الرسائل : 149 تاريخ التسجيل : 11/10/2007
| موضوع: محاسبة النفس قبل النووم..... الجمعة يوليو 10, 2009 7:50 am | |
| اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد:
قال الله العظيم في كتابه الكريم:
"لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم، أفلا تعقلون؟"
آمنا بالله صدق الله العلي العظيم. لو راجعنا التفاسير الموجودة التي تتحدث حول هذه الآية الكريمة، نجد ان معظمها يقصدون كلمة "ذكركم" بمعنى ان الاحداث و القصص المذكورة فى القرآن الكريم التي سبقت الامم الماضين تعتبر عبرة للانسان فى حاضره و مستقبله وعليه ان يأخذ العبر منها و يفعل حسناتهم و لايكرر اخطائهم. ولكن لو تدبرنا و تأملنا بشكل ادق، نصل إلى هذه النتيجة في قوله تعالى: "فيه ذكركم"، ان المقصود هو ذكر فرد فرد منا نحن ابناء البشر من سيرتنا و حياتنا و ماضينا و مستقبلنا وحلولا لمشاكلنا و شفاء لدائنا ومن هنا فى حديث عن اميرالمؤمنين صلوات الله و سلامه عليه: ( وفيه نبأ ما قبلكم و ما بعدكم). ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هنا هو كيف يمكن ان نرى ذكرنا في كتاب الله؟! والجواب:إذا كلما رأيت نفسك غافلا فاقرأ القرآن ، لأن قراءة القرآن تعطيك ذكرا ، و توجهك الى الحقيقة، فمن خلال تدبرك العميق، ستعرف ما هى مشكلتك و تعرف حلها ايضا و هذا الامر بالدرجة الاولى يتطلب التوفيق الالهى، فاطلب منه ليساعدك على فهم و درك اللآيات و بذلك ستجد ذكرك بنفسك و بشخصك الشخيص. وفي رواية اخرى حول معنى "ذكركم" في هذه الآية الكريمة، هو شرفكم او ما يوجب حسن الذكر لكم إن تمسكتم به. ومن هنا نرى ان الآية الكريمة تختم بقوله تعالى: "أفلا تعقلون " فالقرآن لا يقول أليس عندكم عقل ، لماذا ؟ لأن الناس جميعا رزقوا العقل ، و لكنهم يختلفون في مدى إستفادتهم من عقولهم ، و هو التعقل ، كما إن الناس جميعا يملكون الأبصار ، و لكن بعضهم يفتحون أعينهم فيرون ، و بعضهم يذهلون عنها فينزلقون ، لذلك يقول القرآن: " أفلا تعقلون " أي لماذا لا تنتفعون بعقولكم ؟ إن الانسان يبحث في حياته عن هدى و يبحث عن الوصول إلى الحقيقة فاذا قرأ القرآن بعمق و تدبر فيه وصل إلى الحقيقة ، فاذا وصل إلى الحقيقة عرف بأن القرآن من الله ، لأنه أوصله إلى الحقيقة . و في القرآن توجد كل الحلول لما نتعرض به من أزمات و مسائل تواجهنا يومياً في حياتنا الفردية و الإجتماعية.
تحياتيـ ..
| |
|